منطقة كهوف فرديزا التى تعتبر من أشهر الكهوف في جورجيا وأكثرهم إثارة، يرجع تاريخ هذه الكهوف إلى القرن الثانى عشر الميلادى حيث كان يضم الكهف مئات الرهبان وشبكة من الأنفاق المربوطة ببعضها تحت الأرض وتحتوي على الكثير من الغرف التى كان يعيش بها الرهبان بالإضافة إلى كنيسة أرثوذكسية داخل كهف كبير.
منطقة كهوف فرديزا
تملك منطقة كهوف فرديزا مظهر طبيعي فريد فهي محاطة بالأودية والمنحدرات والوديان، وسوف تستمتع بمنظر القري الصغيرة الرائع الموجود طوال الطريق إلى الكهوف الذى يبدأ من مدينة أخالتسيخ القريبة.
يوجد حافلات عامة تنقل السياح من مدينة أخالتسيخ إلى منطقة الكهوف في مدة قصيرة لا تتجاوز ساعة واحدة، كما يمكنك استئجار سيارة خاصة للوصول إلى هذا المكان والاستمتاع بالطبيعة الخلابة الموجودة على طول الطريق.
تمنح منطقة كهوف فرديزا لزوارها مزيد من الشعور بالإثارة والغموض فهي كانت مكان إقامة مجموعة من الرهبان في القرن الثانى عشر الميلادى، كما أن هناك كنيسة كبيرة تم بنائها داخل الكهوف تعتبر من أشهر الكنائس الأرثوذكسية الموجودة في جورجيا.
منطقة كهوف فرديزا والملكة تمار
بدأ والد الملكة تمار جيورجي الثالث في بناء مدينة كهوف فرديزا لكن لم يعيش ليرى شكلها النهائي وكان هذا خلال العصور الوسطى، وقد كانت جورجيا تتعرض لكثير من الغزاة في هذه الفترة من المغول لذلك تم بناء مدينة الكهوف لحماية الملكية والشعب بالاختباء تحت الأرض وانتهى بناء هذه المدينة في عام 1185م.
تعتبر الملكة تمار أول امرأة حاكمة في جورجيا فقد حكمت البلاد مدة تزيد عن ثلاثة عقود وكان سنها 25 عام عندما استلمت الحكم، كما أنها تلقب بملكة المحاربين وقد عملت الملكة على ازدهار مملكة فرديزا خلال فترة حكمها، كما أن المدينة أصبحت مدينة مكتفية سياسيًا وذاتيًا.
نفق المدخل السري
تم نحت مدينة كهف فرديزا في جبل إيروشيتي تحديدًا في النصف العلوى منه فهي منطقة مرتفعة عن سطح الأرض، وتحتوي المدينة على كنيسة وغرفة العرش واكثر من ستة آلاف منزل للاجئين والرهبان، كما تم نحت ممرات لربط كل مستويات الكهف بعضها مع بعض عبر ممرات خفية.
وقد كانت الملكة تمار تملك 366 غرفة حتى لا يستطيع الغزاة أن يتعرفوا على غرفة نومها الخاصة، كما ان المدينة عند بناءها كان الطريق الوحيد الموصل إليها هو نفق سري تحت الأرض يبدأ من ضفاف نهر متكفاري وقد كان هذا النفق سرًا لوقت طويل.
مدينة فرديزا الخضراء
يتميز منحدر حبل إيرشيتي بأرضه الخصبة للزراعة مما ساعد في ازدهار مدينة فرديزا بشكل مدهش، فقد كانت مدينة خضراء لذلك كانت تعتبر خيار إستراتيجي رائع للرهبان، ولقد قام الرهبان بإنشاء نظام ري معقد بواسطة شرفات من مدينة الكهف تطل على منحدر الجبل مما جعل المدينة ذاتية الاستدامة توفر لسكانها في ذلك الزمن الماء والطعام بشكل ذاتى.
فرديزا
عانت المدينة من الغزوات والهجمات وقد حدث بها زلزال تسبب بكثير من الأضرار لبنيتها التحتية ولكن ما زالت المدينة حتى يومنا هذا يعيش بها بعض الرهبان الذي عملوا على إعادة تشغيل أنابيب الري للحصول على المياه النقية، كما ان هؤلاء الرهبان يقومون بإرشاد السياح على الرغم من عدم قدرتهم على التحدث بأي لغة غير اللغة الجورجية التقليدية إلا انهم يمنعوا السياح من فقدان الطريق داخل هذه المدينة الغامضة التى تعرف الزائر على تاريخ البلاد عبر المنازل والأنفاق المنحوتة داخل الكهوف، وتوجد رسوم خاصة يتم دفعها للرهبان قبل دخول
المكان.
وفي الختام، منطقة كهوف فرديزا الرائعة التى تمنح السياح تجربة سياحية مثيرة في أعماق تاريخ جورجيا.
